صدق حمروش فيما قال، وهو العارف بخيايا السطة ودواخلها..حتى وإن انتُخب رئيسا بالأغلبية، فلن يستطيع تحقيق أي تغيير حقيقي عميق في ظل توغل السلطة الفعلية وسيطرتها على القرار..فكأنما أراد حمروش القول: ما قيمة أن تكون نصف أو ربع رئيس؟ ما قيمة أن تكون رئيسا منتخبا برغبة إصلاحية وأصحاب القرار الفعلي يعادونك ويقطعون عليك الطريق؟؟..قال هذا وهو ابن النظام ولا يُخفي طموحه وحلمه بالرئاسة..
حمروش هادئ لا يتكلم كثيرا، لكنه يعرف عن النظام الحاكم ما لا يعرفه كثيرون، ليس كثير الكلام، لكنه إذا تكلم أوجز ووفَى، ليس زاهدا في السلطة ولكن لا يريد أن يأتوا به ليملأوا به فراغا أو ليحكموا باسمه..ولن يتقدم إلا إذا تحصل على ضمانات حقيقية من سلطة القرار، فما لم يُمنح الضوء الأخر من الجهات النافذة فلن يتقدم ليحرق حاضره ومستقبله..