الحراك

لم يتخلف حراك الشعب السلمي عن اللحظة التاريخية، لم يتأخر، حاضر في المواعيد الكبرى، لم يخيب التوقعات وأحرق كل الأوراق التي استُخدمت ضده، كابد وصابر وصمد، ولم يستدرج إلى أي عنف ولا صدام، ولا فقد صوابه ولا طاش عقله..ظهر كبيرا اليوم، كما كان دائما، زاخرا مُدركا لمناورات الحكم، فثمة من…
يا لها من ليلة طويلة، الكل ينتظر انبلاج الصبح، وبعضهم قطع مسافات طويلة حتى لا يفوته تجديد العهد مع حركة التغيير الشعبية في مواجهة نظام يحتمي بالفشل والإفلاس، نخره السوس وهشم سقف الدولة بتصدعاته... الضغط الأمني رهيب، كان الرهان على قطع تدفق الجموع، باغتوا الوافدين باعتقال عشرات في صبيحة اليوم،…
ما كل هذا الحصار الأمني، وهذا التشديد على منافذ العاصمة اليوم؟؟ غدا، الجماهير على موعد من استئناف حركة الشارع، وغدا الذكرى الثانية للحراك الشعبي السلمي، وغدا صنعوا منه "يوما وطنيا للاحتفال"، ثم تراهم يغلقون ويصدَون، خوفا وفزعا من التدفق الشعبي، والأغرب أن يتحدث بعض المسوقين عن "إجراءات تهدئة"، أيَ تهدئة…
- شكر الله سعي من نظموا مسيرة وتظاهرة خراطة اليوم، من فتحوا بيوتهم واستقبلوا الوافدين.. - الحضور كان من ولايات كثيرة، من شرق الجزائر إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وأكسب هذا تظاهرة اليوم زخما وامتدادا وطنيا. - حاول بعض الناشطين تنظيم التظاهرة وإدارة نقاش مفتوح، ظهيرة اليوم، فلم يُوفقوا،…
"الناشطة "غضبان رانيا" وُضعت، أمس، تحت النظر في مركز الأمن لولاية بسكرة إلى يوم الأحد لتقديمها أمام وكيل الجمهورية"، ماذا يعني احتجاز حرة من أحرار الجزائر ليوم أو ثلاثة في انتظار مساءلتها يوم الأحد القادم، أهذا هو الشرف والمروءة؟ ! تُحبس حرة بغير جريرة، ولا يُعرف عنها إلا أنها ناشطة في…
كتب موقع "الشروق اون لاين" الإلكتروني اليوم: "تفاصيل مثيرة عن اختراق "الماك" للحراك الشعبي في محاكمة الطالب الجامعي وليد نقيش"..أيَ دناءة ووضاعة هذا الذي تكتبونه، الطالب الجامعي "وليد نقيش" أصبح "انفصاليا" يخترق "الحراك"، ولا يملك غير قلم وكراس يُدون فيه خيالاته وما يفكر فيه، يعني غاب عنكم "الماك" (الحركة الانفصالية)…
جريمة الناشط السياسي "رشيد نكاز" أنه رفع عن نفسه عيب الصمت المخذل، وتحداهم سياسيا وكشف جزءا يسيرا من النهب الفرنسي لخيرات البلد، فكان الانتقام والمطاردة والأحقاد يصبَونها صبَا عليه. وعيب على الذين يصمتون ولا يتفوهون بحق مساجين كلمة الحق، وأصبح إعلام الخضوع والخنوع والدجل قبرا للمروءة، كما هو قبر للحمية…
هذا الصمت الرهيب على المظالم ومعاناة معتقلي الرأي في سجون الحكم من خوارم المروءة، وبخاصة الصمت على سجن رجال من شرفاء المجتمع شهامة ونجدة، من أمثال الناشط السياسي رشيد نكاز، إنهم مصلحون وناصحون وسعاة في الخير، لم ينهبوا ولا أجرموا في حق البلد ولا أوقدوا فتنة، والصمت على هذا عار…
خروج الجماهير الشعبية، مُجدَدا، بزخم وتصميم وسلمية ضاغطة، وترتيب يتجاوز به الإغراق في العفوية، هو العاصم من تفكك البلد وضياعه، وليس إلا قوة الدفع الشعبي التي بإمكانها منع التحلل والتفسخ والانهيار، ووضع حدَ لهذا المشهد العبثي الكارثي الذي يسود.. وكم كان الحراك مُوفقا ومُسدَدا عندما لم يطرح أي هدف سياسي…
في قضية "بن نعوم" وتمديد حبسه بأثر رجعي، يظهر الطغيان في أبشع صوره، عاريا مكشوفا مفضوحا..حُق على الشرفاء أيها الحر الشهم النبيل ألا ينسوك، ولا كوكبة الأفاضل الذين أُذلوا لأنهم يبتغون العزة لأنفسهم ولمجتمعهم ولأمتهم...الإذلال والتحطيم النفسي هو عنوان حربهم على صناع المجد والكرامة، ليقتلوا الروح الأبية العصية على الكسر…