الحراك

ولَدت عقودا من الاستبداد نمطا فظا من العسكرة وتقديسا مفرطًا للقوة والشرطة المناهضة للحركة الرفض الشعبي، بما يكرس الحكم المطلق وسياسات القمع الأمني..ولهذا تجد العقل الأمني مشدودا إلى هاجس "السيطرة على ساحة المعركة"، كأنما البلد يخوض حربا شرسة، ولكنه وصف دقيق لسياسات قمع وإجهاض كل حركة احتجاج شعبية رافضة لحكم…
بعد زيارة المحامي الأستاذ لعسكر عبد الرحمن للمناضل السياسي عبد الله بن نعوم وقد نُقل إلى سجن بوهران، يؤكد سوء حالته الصحية، وأكد أن الظروف الصحية للناشط الأسير عبد الله بن نعوم غير لائقة لحساسية وضعه، وأن السجن يفتقر إلى عيادة يمكن فيها استيعاب هذا النوع من الحالات، بل تُرك…
لن يجد ترامب نفسه وحيدا يستأثر بالقرار ويتغطرس، بل سلطات مضادة مقاومة لجنونه وعنصريته، وهذه إحدى ميزات النظام الديمقراطي، ألا تنفرد جهة بالقرار، وأن ليس ثمة تسليم مطلق ولا خضوع مُغر بالطغيان، والسلطة موزعة بين مؤسسات حتى لا يكون ثمة تضخم وتفرد وصنمية... ولهذا، لا نبالغ في تتبع مساوئ الديمقراطية..عيوبها…
ليس سهلا على الأحرار، اليوم، ما تعرض له الناشط الحراكي "محمد العمري"، فاكهة المجالس الهاش الباش البسيط الطيب، لا تغادره الابتسامة ولا يغيب عن أي وقفة...أودع اليوم الحبس المؤقت في الحراش مع تأجيل محاكمته إلى الخميس القادم، 04 جوان 2020.، وفي اليوم نفسه، سيق إلى السجن نفسه الناشطان رضا وإسماعيل…
الثلاثاء, 19 أيار 2020 18:37

"العهد الظلامي الجديد"

كتبه
من أبشع وجوه الاستبداد وعار الشيوعيين ما توصلوا له من عقوبة أسموها: "الجنحة الكلامية"، والتي تنص على: "إن أي شخص يقوم بإهانة أو مهاجمة نظام الدولة كلاميا، أو كتابيا، أو تصويريا، سيعاقب بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات"، كان هذا في الزمن الشيوعي البائد، لكن أحياها "العهد الظلامي الجديد" عندنا،…
كان أهالي الريف والأطراف سباقين بالنزول إلى الشارع والاحتجاج ضد ما عانوه من ظلم وتهميش. ومنذ بداية الحراك الشعبي في فبرار العام الماضي، لم تكن لافتة مشاركة الريف والأطراف النائية في الحراك فحسب، بل أشعلت تلك المناطق حركة الغضب والرفض قبل العاصمة. ونافست المركز وكأنها تريد قلب المعادلة الاقتصادية والاجتماعية…
ما تحقق من كسر حواجز الخوف، منذ 22 فبراير 2019، كان أكبر مما توقع المتابعون والمراقبون، سرعة وإنجازا، وكان أيضا أحسن مما توقعوا، من حيث قلة الآثار السلبية، كما تحقق فيه قدر من الوعي الذي ما كان يتوقع أحد أن ينضج، وما حصل كان أهم من مجرد حركة شعبية ضاغطة.…
سقط مغشيا عليه من هول الصدمة في قاعة المحكمة، أنه كان يظن نفسه ناشطا ناقدا غيورا على وطنه يتطلع إلى نهضته وتحرير شعبه، فاكتشف أنه "مجرم" استحق العقاب وسنة سجنا نافذا مع إيداع الحبس؟؟ سقط "بلخير" وسقط معه ميزان العدالة، لم يبق له أثر، أزاحوه وما تركوا إلا صورته تُزين…
فرق بين أن تتحدث عن الإصلاح وتُنظر له عن بعد وتتفنن في صناعة الكلام، وأن تعيش معاناته ومخاضه وتدفع نحو التغيير بالضغط الشعبي وتحريك الشارع بعد توعيته، وإنضاج الموقف السياسي العملي..ثم أن يكون هذا الغالب على حياتك.. الميدان له منطقه ولغته وعقله، تواجه الحقائق كما هي لا كما تقرأ عنها…
"وإياك أن تكون مسبوقا متعجلا. فإن ذلك عنوان الفوت، وآية الحسرة، وعلامة الأسف.."..وحالات التشوه في الثورات وغيرها تُعالج بعقل وحكمة وتروَ بعيدا عن الضجيج بلا صخب وبهدوء واتزان، ومن طلب حركة تغييرية شعبية بلا أمراض عاش واهما حالما يطارد السراب...وموجات الثورة تصحح بعضها بعضا، والثورة تنتصر للفكرة والقضية لا الأشخاص،…